غاز الميثان هو أحد الغازات الدفيئة القوية، وهو ثاني أكبر مساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون، ولقد تضاعف في الغلاف الجوي خلال المائتي عام الماضية.
ويقدر العلماء أن هذه الزيادة مسؤولة عن 20 إلى 30% من ارتفاع درجات الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية، حيث يحبس جزيء الميثان الحرارة بشكل أكبر من جزيء ثاني أكسيد الكربون، رغم أن عمر غاز الميثان في الغلاف الجوي أقصر من ثاني أكسيد الكربون الذي يمكن أن يستمر لمئات السنين أو أكثر.
ربما يكون من السهل نسبياً قياس كمية غاز الميثان في الغلاف الجوي، لكن من الصعب تحديد مصدره، لذلك يستخدم علماء ناسا عدة طرق لتتبع انبعاثات غاز الميثان، وقد توصلوا إلى أن 60% من انبعاثات غاز الميثان العالمية تأتي من الأنشطة البشرية ، ويتصدرها الزراعة والوقود الأحفوري، بينما نسبة 40% المتبقية تنتج عن مصادر طبيعية.
وفي هذا التقرير ترصد جرين بالعربي أكبر المصادر الخفية لإطلاق غاز الميثان في العالم..
الطاقة الكهرومائية
من غير المتوقع أن تكون الطاقة النظيفة مسئولة عن إطلاق هذا الغاز الدفيء القوي، لكن في الحقيقة تعد السدود الكهرومائية وخزاناتها واحدة من أكبر مصادر غاز الميثان المتسرب من المياه، يأتي غاز الميثان من المواد المتحللة في قاع الخزانات، والتي يتم إطلاقها عندما تتدفق المياه عبر التوربينات التي تولد الكهرباء.
وتشير دراسة أمريكية- كندية منشورة على موقع مكتبة Wiley Online Library الأمريكية، أنه خلال بناء السدود على ضفاف الأنهار، أنشأ البشر ملايين الخزانات، والتي تشكل مصدراً رئيسياً للغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وخاصة غاز الميثان.
وأظهرت الدراسة أن تقديرات انبعاثات الغازات الدفيئة من الخزانات حساسة جدًا للعوامل المرتبطة بالمناخ مثل درجة الحرارة، وبالتالي الخزانات التي توجد في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية تطلق أعلى معدلات من الانبعاثات الدفيئة بسبب ارتفاع الحرارة.
وبحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عملت بعض الشركات الناشئة في مجال الطاقة النظيفة مؤخراً على التقاط فقاعات الميثان من السدود، من أجل استخدامها كغاز حيوي لتوليد الكهرباء، أو تحويلها الى وقود للمركبات.
الأراضي الرطبة
تعد الأراضي الرطبة أكبر مصدر طبيعي لغاز الميثان في العالم، وفقا لوكالة ناسا، وبما أن تغير المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار، فقد باتت هذه التربة المشبعة بالمياه تطلق غاز الميثان في الغلاف الجوي بسرعة أكبر.
وحسب تحليل حديث أجراه مختبر "لورنس بيركلي" الوطني، التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، فإن انبعاثات غاز الميثان في الأراضي الرطبة عبر منطقة القطب الشمالي زادت بنسبة 9٪ خلال العقدين الماضيين.